shimery.com
New Page 1
 
shimery.com



سفارة اليمن بمصر


مقالات                      

تفاصيل المقالة
مقدمة ديوان محمد علي عجلان 
 مقدمات كتب آخرين

    صدر بتاريخ (2005)

هذا الشاعر – هذا الشعر
أما الشاعر فهو الفاضل العالم البليغ الضليع محمد بن علي عجلان الأفصح لسانًا، والأبلغ بيانًا، وائل عصره، وسحبانه، هذا الذي اغترفت من ينبوع بيانه، وشغفت قبل ظهور عذاري بما يفيض من وجدانه.
صحبته شاعرًا، قبل أن أمارس الشعر، وعرفته فصيحًا بليغًا، خطيبًا محاضرًا، قبل أن يكون لي شيء من ذلك، فأينا أولى أن يقدم الآخر؟!
أصدر ديوانه اليوم بكلمة خاشعة في محراب آياته، لا عرضًا نقديًا لجماليات وثباته، فكل قصيدة من قصائده خريدة لؤلؤ، وسبيكة جوهر.
لأن هذا الديوان لا يحتاج إلى تقديم؛ فهو جميعهُ سَيْبُ غمامة منهمرةٍ بالربانيات المطلقة، بالفضيلة المغدقة، بالدعوة المشرقة، وهو مجموعة كاملةٌ من القيم، ومنظومةٌ تربويةٌ لاصلاح المجتمع، والنفس، والذات، فأنَّى للناقد سلطانٌ على تراتيل مخبتٍ أواب في محراب النور.
موكب الحق هاك نبض فؤادي استهلالة
مواسم الخير في رباها استهلالة
بشراك يا حامل القرآن محتسبا استهلالة
هذه من سنا الكتاب ابتسامة استهلالة
هذا هو السعي الحميد استهلالة
مواسم الخير في أيامنا عيدُ استهلالة
في رحاب الهدى استهلالة
وإذا كانت هذه وجهة النص الشعري، في اتجاه العَلَم الذي رفع للشاعر فشمر إليه فمن ذا عساه يعيب شيئًا منه بذرائع النقد أو بفلسفة النقاد؟ فإذا كان الشاعر من أول استهلالات يبث ألفاظ: الخير في رباها، مواسم الخير، حامل القرآن، في رحاب الهدى، الاحتساب، سنا الكتاب، السعي الحميد، مواسم الخير (أيضًا)، ومن يستطيع قول لا لقائلٍ هذه استهلالاته؟ أمَّا أرجاء القصيدة فعامرة بالأوامر، وغامرة بالنواهي التي تستهدف الارتقاء بالتربية، بالسلوك، بالزفرات الحزينة لواقع المسلمين، بالتمنيات الضمنية للجيل في دعوات، وضراعات لله سبحانه.

فإذا ما رزقت لحظة قرب ________________________
خل عنك الهوى وداء التواني ________________________
ولتقف خاشعًا أديبًا منيبًا ________________________

أصبح الدين في الديار غريبًا ________________________
وثقوا بالغد القريب ولبوا ________________________
رب رحماك إن أمة طه ________________________

 

فاغنم الوصل في الحمى الرباني ________________________
واصبر النفس عند كل امتحان ________________________
لست في عالم الخلود بفان ________________________

يا لبشرى الغريب وهو يعاني ________________________
أيها المؤمنون صوت الأذان ________________________
ما لها غير رحمة الرحمن ________________________

حتى عندما زار أمريكا، في سنة 1995م، وفي حي منهاتن الشهير عاصمة العالم التجارية، يطلق قصيدته الميمية منصرفًا بالحاضرين المصغين إليه إلى التجارة المعنوية، ويوافق افتتاح مدرسة النور، فيقول لهم:

تجارتكم في خدمة العلم مغنم ________________________

 

فطوبى لكم يا قوم والقوم أنتم ________________________

تابعت النص فإذا به قلادةٌ من قلائده المتلألئة بالفضيلة والطهر، وكأنه كتبها في جامع (مدينة الزيدية) بمحافظة الحديدة، منصرفًا عن المحسوس الحضاري، من ناطحات السحاب، و(إمباراستايت) قبل هدمها، وأنفاق البحر اليابسة تحت الماء:
وفيها:
رأيت النور لاح
ونحن على هدي الحنيفة
ولله في هدي الرسول
أما مناسبات القصائد فلا تسل عن منابع إلهامها، فكلها كتبت في عالم الروح، لا من عالم الطين، فهي إمَّا افتتاح مدرسة، أو ختم صحيح البخاري، أو ختام أو افتتاح مخيم تربوي، أو تصبير لقلبٍ محزون، أو تهنئة لحبيبٍ طرق السرور بابه، أم في مناسبة افتتاح مسجد أو معهد، أو تخرج دفعةٍ من جامعة الإيمان، إلى غير تلك من الأشباه والنظائر.
فهذا الديوان، بل وصاحب الديوان مسيرة دعوية كاملة الطهارة، متوقدةً بالنور، والهدى أمرًا ونهيًا، وإذا جئنا إلى أقسام الديوان الفنية فنراها وقد اختار لها مسمياتها حسب دلائلها بتعابير مباشرة مثل المسيرة الدعوية والإصلاحية، في رحاب الكتاب والسنة، أما خَرجاته، واقفالاته للقصيدة العجلانية فهي من ذات البعد التعبدي الذي يناجي به ربه، ويهذب به قارأه وسامعه التماسًا لحسن الخواتم، لأنه صاحب رسالةٍ، وحامل لواء، هكذا تأتي خواتيمه:

فالثبات الثبات لا تخش ليلا ________________________
حسبنا الله وهو خير معين ________________________

هذا الكتاب الذي نرضى به حكما ________________________
تلكم رسالتنا في الأرض نعلنها ________________________

وعلى المصطفى وآلٍ وصحبٍ ________________________
وعلى المصطفى وآلٍ وصحبٍ ________________________

 

إن تمادى ولا يرعك وجومه ________________________
لم يخف من رعا خطاه رحيمة ________________________

عند الخلاف بهذا نعبد الله ________________________
ويشهد الله أنا ما كتمناها ________________________

تتوالى الصلاة والرضوان ________________________
ربنا في علاه صلى وسلم ________________________

فإن فاتته الصلاة والسلام على رسول الله، فلن يفوته المخرج بالدعاء، أو التكبير، أو الاحتساب، أوالحمد.
وإن كان لابد من الجري على عرف الناس، وجاز لي التمني على هذا الشاعر الكبير، فأتمنى عليه في ديوانه القادم، أن يحمله قصائده اللاتي لا مناسبة لهنَّ سوى معاناته الخاصة الشخصية، والعائلية البشرية، ولوحاته الربيعية الواصفة اللاتي نسميها (الوجدانية الذاتية) لشخصه كإنسانٍ، وأب، وزوج، وجد، وغني، وفقير، ومحب، وكاره، ورسام منفصلا عن شئون الفكر، وشجون الروح، ولتلك لوحاتٌ من روائع هذا الشاعر فقدت وجودها في أغصان هذه الحديقة المتماثلة في اللون، والريح، والطعم.

والحمد لله رب العالمين...
الدكتور عبد الولي الشميري
رئيس مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون – صنعاء
رئيس منتدى المثقف العربي – القاهرة
ربيع الأول 1426هـ - مايو 2005م

 
  رجوع 
shimery.com
مقالات | ألبوم الصور | مؤتمرات | لقاءات صحفية | نشاط ثقافي
لمراسلة موقع السفير راسلنا علي
info@shemiry.com